عدد الرسائل : 6العمر : 34العمل/الترفيه : طالب بكلية تجارة عين شمسالمزاج : التأليف تاريخ التسجيل : 02/10/2008
موضوع: أوربية (قصة قصيرة) الخميس 02 أكتوبر 2008, 7:56 am
أوروبية
تحجر في منتصف الطريق حيث رأى ذلك الوجه الأبيض الجميل ، والذي يزينه عينان زرقاوين وشعر بني يميل إلى الاحمرار يتطاير بفعل نسيم الهواء ، دقق قليلاً في تفاصيل ذلك القوام الأوربي الممشوق حينها سمع صوتاً خفياً يهمس بأذنه " هي ، إنها هي ، هي التي رسمتها مُخيلتك طوال سنوات طوال ، هي التي طالما حلمت بها وتمنيتها "لم يتحرك من مكانه وكأن الأرض قيدته بسلاسل من الفولاذ الصلب ، كانت الأفكار تهرب من أمام عينيه ، لا يعرف ماذا يفعل ؟ ، هل يذهب ويكلمها ؟ ، ولكن ماذا يقول ؟ ، أيخبرها أنها صورة طبق الأصل لفتاة أحلامه التي رسمتها مُخيلته ؟ ، أم يترك تلك الفرصة تضيع سدى ؟ ، يبدو أنه اختار الخيار الثاني ؛ فقد كان يخشى المواجهة! ، حاول أن يتمالك نفسه ويذهب ولكن عيناه لم تكفا عن التدقيق بملامح وجهها ، هاتين العينين ، الأنف الصغير ، والشفتان المتوردتان ، وفي النهاية ذهب إلى منزله واستلقى على سرير في غرفته التي تتلون جدرانها بلون أخضر بحري مُلصق عليها بعشوائية صور بعض الفنانين ونجوم المجتمع .لام نفسه كثيراً على تلك الفرصة التي أضاعها وحاول أن ينسى ولكن دون جدوى ؛ فصورتها في تلك الملابس العصرية لم تُفارق خياله يراها أينما ذهب حتى في حلمه .أخيراً قرر السير للتنزه قليلاً ،وفي إحدى الطرق كادت سيارة مُسرعة أن تدهمه لولا أن جذبته فتاة من أمامها في الوقت المناسب وهي تقول " أنتبه قليلاً يا حضرت " التقت عينيه بعينيها فراوده ذلك الصوت مجدداً يهمس في أذنه " يا إلهي إنها هي! ، هي من جديد ! يبدو أنه القدر ، لا تُضيع الفرصة تلك المرة " فقال وهو يلهث من أثر الصدمة " شكراً لإنقاذك حياتي ، ضحكت كثيراً وهي تقول " لا بأس بذلك " صدفة يرى ذلك الشاب أنها فتحت له المجال لتحقيق حلمه والتَقَرُب من فتاةأحلامه ، الفتاة التي اعتقد أنها قد تُغير مسار حياته وتزيد دافعه للتغلب على عقبات المستقبل وتهون عليه الشقاء ،بصوتها العذب الذي يطرب أذانه كلما تنطق باسمه " هشام " ما أجمل "هشام" ! التي تفوح من ثغر تلك الملاك المدعوة "ساندي" التي هبطت من الجنة الفرنسية كي تُلقي ببعض من رحيق السعادة في قلب ذلك الشاب تحت سماء أم الدنيا .كم كانت فترة ممتعة قضاها معها حتى أنها بدت أجمل من أن تكون حقيقة ، كان قلقاً أن يخبرها بعاطفته نحوها خوفاً أن تستهجن الأمر وتتركه ليعود لحياته السابقة وما بها من شقاء لا يهونه محبوب ، ولكن يبدو أنها لاحظت ذلك فبادرته بلفظ أربعة حروف لا خامس لهما " أحبك " وقع أثر تلك الحروف كأنغام العود على أذن هشام وألقى بعضاً من جرأة تلك الفتاة في قلبه فقال " ليس كحبي لكِ فأنا أحبك من قبل أن أراكِ " اندفعت ساندي نحوه وقبلته كما لم تُقبله من قبل ، كان يشعر بطعم شفتيها تذوب بين شفتيه مع تلك الرجفة التي انتشرت بجسده ، ثم شعر كأن شئ ما يخذه وصوت يتردد بأذنه " أستيقظ يا هشام " نظر هشام حوله فوجد نفسه ما زال بغرفته ذات الجدران الخضراء والصور المبعثرة عليها فقال بصوت حزين " أنه حلم "فرد عليه ذلك الفتى الذي كان يوقظه " لقد نمت طويلاً " فتابع هشام وهو يفرك عينيه " أنه أجمل من أن يكون حقيقة "
زائر زائر
موضوع: رد: أوربية (قصة قصيرة) الخميس 02 أكتوبر 2008, 8:06 am